هل تقعُ “إسرائيل” في الفخِّ؟!!..



-نجزمُ أنَّ “حزبَ اللّه” وضعَ خطوطاً واضحةً في استراتيجيّةِ المنازلةِ الأخيرةِ مع كيانِ الاحتلالِ، وهي استراتيجيّةٌ تقومُ على اشتباكٍ محدودٍ في حدودِ الجغرافيا والأهدافِ، بحيث يتمُّ الحفاظُ على العنوانِ الغزّاويِّ أساسيّاً في مشهدِ العدوانِ على غزّة، وعدم إعطاءِ كيانِ الاحتلالِ الفرصةَ في التعتيمِ على عدوانِهِ على غزّةِ، بجبهةٍ لبنانيّةً توفّرُ له ذريعةَ ذلك..

-لهذا وجدنا أنَّ الـ “حزب” أبقى على مداياتِ اشتباكٍ محدودةٍ، كما أنّهُ أبقى على نوعيّةِ أهدافٍ عسكريّةٍ صرفةٍ، منعاً من استغلالِ كيانِ الاحتلالِ لها، وجعلِها ذريعةً للوحشيّةِ التي يرتكبُها “جيشُهُ” في غزّة، وهوَ ما لم يفهمْهُ قادةُ الاحتلالِ جيّداً، وظنّوا أنَّ الـ “حزب” متردّدٌ في الانخراطِ الكاملِ في هذهِ المنازلةِ، وذلك لأسبابٍ عديدةٍ!!..

-تعتقدُ “إسرائيل” أنَّ هذهِ الاستراتيجيّةِ التي يتّبعُها الـ “حزب”، إنّما هيَ نتيجة الضّغطِ الذي يقعُ عليهِ من الداخلِ اللبنانيِّ، ثمَّ نتيجةَ قرارٍ إيرانيٍّ يقضي بعدمِ السّماحِ للـ “حزبِ”، كما لغيرهِ من جبهاتِ أطرافِ المقاومةِ، بالانخراطِ كليّاً في الدّفاعِ عن مقاومةِ غزّة، نتيجةَ عدمِ قدرةِ أو رغبةِ إيران، في فتحِ معركةٍ لها معها، وهو ما تمَّ التركيزُ عليهِ، خلالَ الأيامِ الأولى للعدوانِ!!..

-نعتقدُ أنَّ هكذا حساباتٍ غيرِ حقيقيّةٍ، وغيرِ موضوعيّةٍ، قد تدفعُ “إسرائيل” للبناءِ عليها، وهي بذلكَ تكونُ قد وقعَت بفخٍ كبيرٍ جدّاً، وربّما تكونُ أطرافُ حلفِ المقاومةِ، وفي مقدّمتِها إيران، قد دفعتْها إليهِ دفعاً مدروساً جدّاً!!..

خالد العبّود..

زر الذهاب إلى الأعلى