إنها نتائج الهزيمة!!!..



-ما يحصل في تفاصيل المشهد، إقليميّا ودوليّاً، يثبت حقيقة واحدة طالما كنّا نركّز عليها، ألا وهي الانزياحات الكبرى التي تحصل على مستوى هذا المشهد، والسبب الرئيسي لهذه الانزياحات الكبرى، هو انّ سورية لم تسقط، والرئيس الأسد لم يخضع ولم ينهزم..


-ما سيحصل ايضاً سيكون كبيراً، وعلى اكثر من مستوى وصعيد، وعلينا ألا نتفاجأ منه، لكنّه سيظلّ محكوماً بواحدة هامة جدّاً، وهو انّ هذه الانزياحات كانت ناتج الهزيمة على أصحابها، ولم تكن ناتج انتصار لهم، وهذا يعني أنّ كلّ ما سيكون خاضع لمعادلة الهزيمة، وهو يعني أيضا:


-ليس بمقدور هذه القوى الذهاب نحو فتح جبهات عسكرية جديدة، كونها غير قادرة على ذلك، بمعنى آخر، لا أتصور مثلاً قدرة عند “الإسرائيلي” للقيام بحرب مباشرة بأيّ اتجاه، كذلك بالنسبة لباقي مكونات هذا الاصطفاف، إقليميّاً ودوليّاً، نعني “الامريكي” و”السعودي” وآخرين، إلا إذا حاول أحدٌ الاستثمار في فوضى مكونات إقليمية فدفعه لاستغلال الفوضى فيها، أو توريطها بفعل تحت هذا العنوان..


-سوف تعمل هذه القوى على تشكيل ملفات اشتباك ساسي جديدة، تحاول من خلالها كسب نتائج تعوّل عليها للمساهمة في الخروج من تبعات ما لحق بها..


-وعلى سبيل المثال، لا يمكنني أن أتصوّر انّ هناك حرباً “إسرائيلية” على “حزب الله”، لكنني أرى هناك عملا على “فوضى” تساهم في إعادة اصطفافات “طائفية لبنانية” تساعد “الأمريكي” و”الإسرائيلي” و”السعودي” وآخرين على الاستفادة من هذه الفوضى كي تمنع ارتدادات أو استطالات الانتصار لحلف المقاومة..


-كما أنّنا سوف نتابع محاولات “تنظيف” إضافية، من قبل الأطراف التي شنّت العدوان على سورية والمنطقة وفشلت فيه، وهذا “التنظيف” يشمل التخلّص من المظاهر التي لحقت بهذا العدوان، ونعني بها أدوات الفوضى وفكر الفوضى ذاته، باعتبار انّ صمود سورية وإفشال العدوان ظهّر وفضح هذه الأدوات وذاك الفكر، وبالتالي فإنّ الأطراف التي استثمرت في هذه الأدوات وهذا الفكر لا بدّ وأنها ستعمل على التخلّص منها..


-إنّ ما يحصل في عواصم الأطراف التي شنّت العدوان على سورية، هي محاولات للتخلص ممّا ذكرت، وهي محاولات لم تقم على قناعة أو مراجعة أخلاقية وإنما هي الحاجة والضرورة التي فرضتها الهزيمة..

خالد العبود..

زر الذهاب إلى الأعلى